حفيظ العلوي

ليلعب الآباء دور الموجه الذي فشلت فيه المؤسسات التعليمية إلى حد كبير، يتوجب على الآباء الإلمام بما يتطلبه العصر من مهارات ومعارف ودفع أبنائهم لتعلمها. نحن هنا لا نتكلم عن التخصص وإنما عن الحد الأدنى من المهارات التي يتوجب أن تصاحب أي تخصص كان والتي بدونها يستعصي على أي شخص تبوأ منصب في هذا العالم المتسم بالتحول السريع والتنافس الشديد

اللغة الإنجليزية: في الوقت الذي تعي فيه معضم الدول بأهمية اللغة الإنجليزية، لازال المغرب يعول على اللغة الفرنسية في التعليم والشغل وغيرها من المجالات الحيوية. لكنه لن يقاوم قوة التحول التي أحال اللغة الفرنسية إلى التقاعد في مجالات التكنولوجيا والصناعات والأبحاث والعلوم في أغلب دول العالم من بينها فرنسا. لذا، فكما يشكل الجهل بالإنجليزية في المغرب في الوقت الراهن عائقا كبيرا بالنسبة للعديد من الموظفين والمهنيين في الترقية الوظيفية، سيشكل الجهل بها في المستقبل القريب عائقا في التوظيف.

بالإضافة الى هذا، فالأنترنت الذي لم نعد نستطيع تخيل العالم بدونه يتكلم اللغة الإنجليزية اكثر من اللغات الأخرى مجتمعة. أكثر من نصف المحتوى الموجود على شبكة الأنترنت هو بالإنجليزية وفقط %4 منه هو بالفرنسية وهذا يجعل مستعملي هذه الأخيرة في الأنترنت كمن يصيد في بركة. ونفس الشيء ينطبق على جميع المجالات

تكنولوجيا المعلومات: ربما إن لم تكن متخصصا في هذا المجال، سيكون من الصعب عليك معرفة مدى تأثير تكنولوجيا المعلومات على حياتك الشخصية. باختصار، من دونها ستتغير حياتك بطريقة يصعب عليك تصديقها. ففي عالم الأعمال مثلا، أصبحت جميع الأقسام من إنتاج وتسويق ومبيعات وموارد بشرية وغيرها
تنظم من طرف الحواسب والبرمجيات. أما في مجال الصحة، فلن تكون المستشفيات التي نعرفها اليوم سوى مبان لا قيمة لها. أضف إلى ذلك التعليم، عالم المال، النقل، وغيرها من القطاعات

تعلم تكنولوجيا المعلومات لا يعني فقط الوعي بمبادئها ومعرفة استعمالها وإنما تكلم لغتها والقدرة على توقع الإتجاه الذي تتخذه. وتوفر عدد من المواقع الإلكترونية دروسا مجانية لجميع المستويات كموقع إديكس الشهير أو موقع كورسيرا. لكن كل هذه الدروس هي باللغة الإنجليزية والتي أكدنا على أهميتها سابقا

وفيما يلي لائحة بأهم المواقع التي توفر هذا النوع من الدروس

1. Coursera
2. edX
3. Khan Academy
4. Udemy
5. iTunesU
6. MIT OpenCourseWare
7. Stanford Online
8. Codecademy

حب الطبيعة: تختلف هذه المهارة عما سبقها كونها مهمة في تحقيق الرفاه الشخصي والتوازن النفسي والعاطفي. مهما بلغنا من التطور الصناعي والتكنولوجي، فلا زلنا جزء من الطبيعة ونخضع لقوانينها. و نقصد بتعلم حب الطبيعة تعلم الإنسحاب من ضوضاء المدن إلى المنتجعات الطبيعية من شواطئ وجبال وبحيرات وغيرها من حين لآخر والذي هو بمثابة رجوع إلى الذات وتعديل لاضطراباتها وهذا يولد إدراكا بإهميتها وأهمية الحفاظ عليها للأجيال القادمة

لزرع حب الطبيعة في الأبناء، يمكن للآباء تشجيعهم على زرع النباتات والأشجار وخاصة تلك التي تدر فواكهم المفضلة. عندما يرونها تكبر تدريجيا أمام أعينهم، فإنهم سوف يرون مثالا عمليا عن دورة الحياة وستعلمهم هذه التجربة العطاء والتفاؤل والصبر وحب الحياة