العالم بعد الوباء سيختلف تماما عن العالم قبل الوباء

مدونات المغرب الدولي

العالم بعد الوباء سيختلف تماما عن العالم قبل الوباء

 مولاي مصطفى النقراوي

لا يختلف عاقلان على أن الظرفية أو اللحظة التاريخية الفريدة التي نعيشها اليوم ، صادمة بشكل رهيب مليئة بالدروس ، غنية بالعبر التي تثيرها كل يوم ، بل كل لحظة، لعلنا نستخلصها ونعتبر منها
” فاعتبروا يا اولي الالباب” ، فلا شك أن ” كورونا ” هذا الكائن المجهري بعثر العديد من الاوراق وأحرج الاقتصاد والسياسة والثقافة

ورجال الدين ..وأربك الجميع..وسيظطر الكل إعادة النظر في الخطط والدراسات والحسابات والميزانيات وترتيب الأولويات وأن تغيرات سياسية وجيو سياسية كبيرة تتهيئ ، ” فالعالم بعد الوباء سيختلف تماما عن العالم بعد الوباء “،!!! لكن البعض منا يصر و يستكثر علينا وعلى نفسه مجرد التفكير في هاته الدروس وتمحيصها لعلنا نذكر وتنفعنا الذكرى جميعا يوم ما ! ونحن في نفس المركب

ونحن لا زلنا نعيش بداية تداعيات ” كورونا ” يمكن ان نقول انها كما عرت الواقع العالمي والإقليمي والمحلي وأماطت اللثام عن ووجهه القبيح ، فإنها عرت عن واقعنا المأزوم الموبوء قبل كورونا، واقع المساحيق ، واقع “التعليم المريض” ، و “الصحة العليلة “، واقع الهشاشة وغياب ومحدودية التغطية الاجتماعية… واقع أحزابنا الانتهازية ! رأيناها او بعضها يتململ وبعضها ينكمش، وشبيبات لأول مرة في بلاغات تتوحد ، ونقابات تتوعد بالمساهمة من إقتطاعات الشغيلة ،وشهدنا واقع وخسة تجار التعليم الخصوصي وتجار الأزمات والكمامات والقفازات …وواقع ، وواقع

ثم رأينا شعبا وشعبا، شبابا وشيابا، وعطاء وعطاء ، وديناميات ومبادرات وتطوع وحلما يتجسد بعدالة اجتماعية ورأينا تقوقعا لإطارات عتيدة وعودا ووعودا

ورأينا ، ولأول مرة شبه مساواة بين الأغنياء والفقراء ، وسقوط أوهام ونرجسيات ، وأقواما صعدوا وآخرون سقطوا ، رأينا سقوط التافهين وأشباه الفنانين اصحاب “البوز ” يتساقطون كأوراق الشجر قبل الخريف ويحترقون، ورجال سلطة يتصدرون المشهد ! واحتفاليات ومهرجانات في رمشة عين تختفي

وعشنا حتى رأينا بأم أعيننا جنود الخفاء برزوا وتموقعوا وأبانوا على علو كعبهم وسجلوا أسماءهم بمداد الفخر في السجل الذهبي للوطنية للنجومية الإنسانية الحقة. رأينا لأول مرة يحتفى في التلفاز بالاساتدة ويحضون بالمشاهدة وبالجسم الطبي المبتلى والتحلي بالصبر والدعاء .

فبحتنا عمن يفترض منهم البحث عنا وعن أحوالنا ، !!! هل أكلنا وشربنا …عن منتخبينا أتحدث وبرلمانييما !!! هل نالهم الحجر مثلنا ! وأين في القرى؟ ام في الفيلات الخمسة نجوم ؟ فاسترقنا السمع والنبض ، فلم نسمع لهم او نشهد ركزا ، أو فعلا فخاب لنا الضن أو أوشك !!!

مفتاح: الوباء